كيفية التعامل مع الاطفال

الأطفال هم أمانة الله بأيدينا، والحفاظ على هذه الأمانة يكون بحسن التربية، والاستثمار في تربية الأطفال هو أنجح وأحسن استثمار لأي مجتمع يخطط لمستقبل حضاري، فالأولاد شطر زينة الحياة الدنيا، لقوله تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا..." سورة الكهف، الآية:46.

التربية هي تكامل وتواصل مجموعة من الجهود لبناء انسان متوازن فكريا وخلقيا وجسديا (ونقصد بالجهود: المدرسة، البيت، المسجد).

ان البيت الذي يتمتع فيه الأب والأم بالوعي والحب والايمان هو البيت الذي يخرج الطفل الحسن التربية والمستعد للمستقبل، ويعتبر دور الأم في التربية أكبر من دور الأب والمعلم فيجب أن تكون واعية وصالحة، لذا فان السلوك العائلي ومحيط الأسرة الثقافي يؤثران في تكوين شخصية الطفل واتجاهها المستقبلي. 

من المهم أن يتبع الآباء طريقة معينة للتهذيب والتعامل مع الأطفال بالاعتماد على مجموعة من الوسائل والأساليب التي يمكن أن تساعد الطفل على إظهار قيمته وأهميته في المجتمع، لذا يجب التفكير بعمق في أسلوب التربية الذي يجب إتباعه، من أهم أساليب التعامل نذكر: 

أولا وقبل كل شيء يجب أن نعلمهم أن التوفيق من الله تعالى ويجب أن يستعينوا به في كل أمورهم، والسهر على تحفيظهم القرآن وقراءة القصص قبل مرحلة طلب العلم. وثقة الطفل بنفسه تتأثر بنوعية الوقت الذي يمنحه له الآباء فإن منحت له لحظات صادقة على مدار اليوم فسيكون أقل احتمال أن يتصرف تصرف غير لائق؛ ويجب أن نمنح لهم الشعور بالأهمية وذلك من خلال طلب نصيحتهم والسماح لهم بالقيام ببعض المهام في البيت أو خارج البيت، وأن نعلمهم كيف يمكن أن يكونوا مسؤولين عن أنفسهم من خلال السماح لهم بإيجاد حلول للعوائق التي يواجهونها.

وإذا تصرف الأطفال تصرف خارج حدود الأدب مع الآباء أو مروا بنوبة غضب، فعليهم أن يعبروا عن استيائهم وينسحبوا من النقاش، وبعد هدوء الطفل يعودوا ليبينوا له خطأه وينصحوه، فبعض الأطفال يقومون ببعض التصرفات السيئة للتعبير عن حاجاتهم لأشياء معينة، فالأطفال الذين يتم إشباع حاجاتهم يكونون أقل احتمال للقيام بسلوكيات سيئة؛ ويجب عدم إخبار الطفل أنه سيء ولكن يجب توضيح بعض التصرفات التي لا يمكن التسامح معها فقط لأن ذلك يطعن في ثقته بنفسه، ويجب أن نبين له أنه يحظى بمحبة لا تخضع لأي قيد أو شرط أيا ما كان يفعله، أي يجب أن يتمتع الأبوين بالعطف والحزم في نفس الوقت.

ويوجد بعض الأخطاء من الآباء قد تدمر الأطفال، من بين هذه الأخطاء:

الصرامة والشدة إذا استخدمت بكثرة فإنها تزيد من تعقيد المشكلة وتفاقمها، فالصرامة مطلوبة في المواقف التي تتطلب ذلك؛ وأيضا الدلال الزائد والتسامح سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة؛ وأيضا عدم الثبات في المعاملة أي التساهل في تطبيق قانون ما يوما ونعود إليه في اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون، فهذا التصرف يؤدي إلى إرباك الطفل وعدم فهمه لما هو مقبول منه وما هو مرفوض؛ وأكبر خطأ يرتكبه الآباء هو عدم العدل بين الإخوة وتفضيل طفل على طفل، مما يولد لدى الطفل الشعور بالغيرة ويعبر عن هذه الغيرة بالعدوانية اتجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الأبوين.
اذا اعجبك الموضوع اضغط هنا لمشاركته  ومساعدة   و.وسام للفوز بالجائزة الأولى 
المشاركة : و.وسام